بيت لحم-تقرير حصري وكالة معاً - علمت وكالة معاً من مصادر غير رسمية أن إحتمالية تمديد المؤتمر الى يوم 11 آب امرا ممكناً جداً في ضوء ازدحام المؤتمر بالملفات الثقيلة والأسماء الثقيلة ايضاً .
وكانت اجواء بيت لحم تلبدت نحو الساعة 20:30 من الليلة الماضية حين لعلع رصاصٌ في منطقة الموقف المركزي للحافلات الذي لا يبعد سوى مئتي متر عن مكان انعقاد المؤتمر بمدرسة التراسنتة , فأشرأبت الرقاب وتشنّفت الأذان ولعبت الظنون في العقول المتوجسة ليتضح بعدها أن عدداً من رجال الأمن (امن الرئاسة وأمن المخابرات) قد تلاسنوا على مكان الوقوف وتدحرج الأمر إلى حد التدافع ثم إلى إطلاق نار على الأرض طارت خلاله شظايا فأصابت أحد رجال الأمن في رجله وعند سماع إطلاق النار وصافرات سيارات الإسعاف عاشت المدينة ساعة ثقيلة من التوتر إلى حين إتضاح الصورة .
وهذا وعقدت اللجنة المركزية لحركة فتح إجتماعا طارئاً جديداً لتدارس تطورات الأوضاع في اليوم الرابع في مؤتمر الحركة, وإذا كان نبيل عمرو وصف اليوم الاول من المؤتمر بالعاصف فلا يعرف المراقبون بماذا يصفون اليوم الرابع .
فقد تعالت الأصوات وكثرت الخلوات والتقطت الأنفاس وصارت الوشوشة ألذُ من المجاهرة والتخطيط أسهل من المؤامرة لاسيما بعد أن القى محمد دحلان كلمته أمام المؤتمر فحمل الجميع مسؤولية سقوط غزة بيد حماس فهاج الجمع وماج واختلط الحابل بالنابل حين قال دحلان (إنه تحمل ما لا تحمله الجبال وأنه ليس مسؤولاً عن سقوط قطاع غزة بيد حماس ) .
وبعد إغلاق باب الترشيح للجنة المركزية والمجلس الثوري بدا واضحاً أن فتح ستكون مضطرة لتمديد المؤتمر عدةَ أيام قادمة ولن تتمكن من وقف النهر الدافق من النقاشات حول الملفات الثقيلة وعلى رأسها ملف غزة والنظام الداخلي ورئاسة المؤتمر والمال والتنظيم .
الناطق بلسان المؤتمر نبيل عمرو كان أكدَ أنه لا سقف زمنيٌ للمؤتمر كما أكدَ أن الرئيس يجري إنتخابه بالتزكية بصفته قائدا عاماً للحركة .
وكأن الأوضاع ينقصها التوتر فقد استدعت داخلية الحكومة المقالة بغزة قياداتٌ من فتح مثل الآغا وأبو النجا وأبو سمهدانة والنحال فازداد غضب الفتحاويين لاسيما من إقليم غزة وباتت ردود الفعل أقوى من كل المخططات والبرامج المعدة سلفاً .
وفي مجمل الأمر يمكن القول أن مؤتمر فتح يتحول رويداً رويداً إلى مراثون شاق لن يصمد فيه إلا الخيول التي تدربت كيف تحافظ على طاقاتها حتى اللحظات الأخيرة .