يروي مراحل وقضايا مهمة في حياة الفلسطينيين بطريقة فنية.. بيرزيت: الإعلان عن بدء تنفيذ مشروع

أعلنت رابطة التضامن في مؤتمر صحافي عقد في جامعة بيرزيت، أمس، عن بدء تنفيذ مشروع "الثوب الفلسطيني العملاق"، المجسد لتاريخ الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.


وقال محمد سعيد، صاحب فكرة المشروع والمشرف العام عليه، وممثل رابطة التضامن الفلسطينية، "بدأت الفكرة كمحاولة للتعبير عن قضايانا الفلسطينية بأسلوب فني يوصل رسالة سريعة إلى العالم، لتعكس معاناة الشعب الفلسطيني".
وأضاف: شاهدت خلال مروري بأحد الحواجز الإسرائيلية، امرأة في مقتبل الخمسينيات، تحاول عبور الحاجز، وبعد عناء طويل ومشقة لا توصف، عبرت الحاجز وغادرت بسلام، وكانت تلبس ثوباً تراثياً فلسطينياً، ومن هنا أتت فكرة المشروع، لأعبر بطريقة أو بأخرى عن أسلوب يوصل معاناتنا اليومية إلى العالم.
وتابع: يأتي تنفيذ المشروع، انطلاقاً من الانتماء الصادق والفعل المتواصل، ولن أنسى الجهود الكبيرة التي قدمها مكتب النشاطات الجامعية في جامعة بيرزيت.
ونوه سعيد إلى تجرد الثوب من أية صبغة سياسية، وهو يسرد قصة الشعب الفلسطيني بأكمله، وقال: سنولي ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً كبيراً في تنفيذ المشروع، وسنحاول إشراك أكبر عدد ممكن من المؤسسات والشخصيات في المشروع.
وأشار إلى أن وحدة التطريز في الثوب الفلسطيني تعكس مجموعة من الارتباطات التاريخية، فهناك "خط بارليف" وخط جمال عبد الناصر، ومأساة الجدار واللاجئين والأسرى وغيرها من القضايا الحساسة في حياة الفلسطينيين اليومية.
بدوره، قال الفنان بشار الحروب، المشرف الفني على المشروع: نحن بحاجة للتعبير عن ذاتنا بعيداً عن الأمور المستهلكة، وفكرة الثوب مذهلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو من جهة، جزء من تراثنا وحضارتنا العريقة، ومن جهة أخرى، سيعرض صوراً من تاريخ الفلسطينيين بطريقة حديثة وجديدة كلياً.
وأضاف: سنعمل على إخراجه بطريقة فنية، والثوب في الحقيقة ليس مطرزاً، لكن، من خلال استخدام الألوان والرسم، فإن كل من ينظر إلى الثوب سيظنه مطرزاً، وكلما اقترب من الثوب، سيرى الاختلاف والتقسيمات التي يحملها.
وتابع الحروب: سنركز على الحياة اليومية الفلسطينية، وسنؤكد على حقوقنا الشرعية، من خلال تناول قضايا الجدار والأسرى واللاجئين وغيرها من القضايا والملفات المهمة لنا كفلسطينيين.
وعن شكل الثوب، أوضح الحروب أنه "سيكون بطول 30 مترا وبعرض 6 أمتار، وسيكون على وجهين، ترسم على الوجه الأول مراحل حياة الفلسطينيين، بداية من الفترة الكنعانية ونهاية بوقتنا الحاضر، ويترك الوجه الآخر للتواقيع. وقال: فكرة التوقيع تهدف إلى جمع الدعم الكافي للشعب الفلسطيني، وخلال رحلتنا حول العالم بصحبة الثوب الفلسطيني، سنقوم بجمع التواقيع، وسنحاول دفع عدد من الشخصيات المهمة للتوقيع عليه.
بدوره، قال عبد الرحيم عبد الله، ممثل مكتب النشاطات الجامعية في "بيرزيت"، إن العمل في المشروع سيبدأ بتاريخ 31 كانون الأول الجاري، مضيفا: نتوقع انتهاء العمل في المشروع قبل نهاية العام الحالي.
وقال: اهتممنا كثيراً بهذه الفكرة في جامعة بيرزيت، ويسرنا احتضان هذه المبادرة الشبابية الخلاقة والهادفة، وأضاف: جئنا اليوم للإعلان عن بدء العمل لحشد الدعم البشري والمادي، ونتمنى مشاركة الجميع في هذا المشروع الوطني الخلاق والمهم.
وتحدث الصحافي محمود فطافطة، منسق الحملة الإعلامية للمشروع، عن إنشاء موقع الكتروني خاص بالمشروع، يهدف إلى تعريف الناس بتفاصيل المشروع، وسيخصص لمن هم خارج فلسطين، وسيحتوي على أخبار خاصة بالحملة، وقال: سنعمل على تنظيم ورشات عمل وأيام دراسية واستشارية لمشروع الثوب خلال الأيام المقبلة، وأتمنى من الجميع تقديم كل ما هو ممكن لإنجاح هذه المبادرة.