قوات الاحتلال تداهم عدداً من المناطق .. اعتقال أربعة مواطنين في الضفة الغربية .. المستوطنون يضرمون النار في أراضي الفلسطينيين بالخليل

القدس المحتلة - غزة - الضفة الغربية ..
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس أربعة مواطنين فلسطينيين في رام الله بالضفة الغربية لمقاومتهم الاحتلال ، وقالت إذاعة إسرائيل إن الاعتقالات تمت في بئر زيت والجلزون وكفر مالك ، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة اليامون وقرى كفردان وكفرقود وكفيرات في مدينة جنين بالضفة الغربية.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال داهمت منزل الفلسطيني محمد ذيب أبو حسن في بلدة اليامون وفتشته وعبثت بمحتوياته بحجة البحث عن أحد أقاربه كما داهمت منزل الفلسطيني حاتم صلاح في قرية كفردان وعبثت في محتوياته كما داهمت منزل الفلسطيني توفيق عابد وفتشته وعاثت فيه فساداً وخراباً.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي طالباً فلسطينياً في الثانوية العامة من ضاحية إرتاح جنوب طولكرم واقتادته إلى جهة مجهولة.
وذكرت وكالة "معا" الفلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت ضاحية ارتاح فجر اليوم وداهمت منزلاً يعود لعائلة "أبو ربيع" واعتقلت ضياء جمعة اسماعيل أبو ربيع البالغ من العمر 18عاماً واقتادته إلى وجهة غير معروفة.
كما حكمت محكمة إسرائيلية في القدس المحتلة بالسجن الفعلي لمدة عشرين شهرا على فلسطينيين اثنين لمقاومتهم الاحتلال.
إلى ذلك أصيب فلسطيني بكسر في إحدى يديه جراء ضربه من قبل مستوطنين إسرائيليين في إحدى شوارع القدس المحتلة.
وذكرت إذاعة إسرائيل أن الفلسطيني محمد الحلاق "30 عاماً" كان عائداً من محل لبيع اللحوم في القدس المحتلة حين باغته العشرات من المستوطنين وانهالوا عليه بالضرب بالعصي ما أدى إلى كسر في إحدى يديه ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي السياق ذاته اعترضت قوات الاحتلال طريق المصلين الفلسطينيين المقيمين في القدس المحتلة خلال توجههم إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر.
وذكرت قناة الأقصى أن دوريات الاحتلال انتشرت في مختلف شوارع القدس واحتجزت بطاقات شخصية لعدد من الفلسطينيين وسلمتهم بطاقات خاصة يستردون بموجبها بطاقاتهم الشخصية شرط خروجهم بعد صلاة الفجر مباشرة من المسجد مشيرة إلى أن المصلين يعتبرون هذه الإجراءات الإسرائيلية في إطار التضييق عليهم.
من جهة أخرى اعترفت مصادر إسرائيلية أمس ان ثلاثة جنود للاحتلال أصيبوا بجروح نتيجة تعرضهم للرشق بالحجارة خلال المواجهات التي وقعت بعد ظهر أمس في قريتي بلعين ونعلين غربي رام الله، فيما واصل المستوطنين اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وقاموا بإضرام النار في أراض زراعية فلسطينية في الخليل جنوب الضفة الغربية.
وكانت مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت، أمس، بعد صلاة الجمعة بمشاركة متضامنين أجانب، في قرية نعلين غرب رام الله احتجاجا على جدار الفصل العنصري المقام على أراضي البلدة، وسط هتافات وطنية تندد بالاحتلال وبناء الجدار.
ووقف المشاركون في المسيرة أمام الجدار الذي بنته قوات الاحتلال وهتفوا موحدين ضد سياسة نتنياهو والذي تجاوز خطابه كل القوانين الدولية، مؤكدين استمرار المقاومة الشعبية والنضال وتجنيد المجتمع الدولي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، واستمرت المواجهات لساعات طويلة. وفي قرية بلعين خرج العشرات بعد صلاة الجمعة في مسيرة شعبية مماثلة، شارك فيها مجموعة من المتضامنين الدوليين ومن الحركات المناهضة للاحتلال وبناء الجدار، وقد رفعوا الأعلام الفلسطينية، واليافطات المنددة بسياسة الاحتلال، مؤكدين حق الفلسطينيين في العودة، ومتمسكين بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة.
وجاب المتظاهرون شوارع القرية وهم يرددون الهتافات المنددة بالاحتلال والداعية إلى الوحدة الوطنية، واتجهوا بعد ذلك نحو الجدار محاولين العبور نحو أرضهم، إلا أن الجيش الإسرائيلي الذي أخذ من الصباح يحضر لقمع المسيرة، أغلق البوابة بالأسلاك الشائكة وكمن وراء المكعبات الاسمنتية، وعند اقتراب المتظاهرين من البوابة فتح الجنود بنادقهم نحوهم مستخدمين الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات الاختناق.
من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين من مستعمرة (بيت عين)المقامة على أراضي بلدة (بيت أمر )شمال الخليل أضرموا النيران في حقول القمح، ما أدى إلى احتراق عشرات الدونمات الزراعية منها. وأضافت أن "النيران أتت أيضا على حقول الزيتون واللوزيات قبل السيطرة عليها من اطفائيات الدفاع المدني". وكان مستوطنون متطرفون أقدموا قبل أسبوعين على إضرام النار في حقول زراعية شمال شرق الخليل .
من جهتها ذكرت وكالة رويترز في تحقيق لها أن الاحتلال الإسرائيلي أجبر أكثر من 20 أسرة فلسطينية على النزوح هذا الشهر وما زالت نحو 200 أسرة مهددة وذلك إثر إزالة قوات الاحتلال لخيم للبدو بالضفة الغربية من مناطق يرعون فيها منذ سنوات.
وذكرت الوكالة أن قوات الاحتلال سوت حظائر الماشية بالأرض وكومت في العراء قطع قليلة من الشراشف والأثاث المتهالك.
وأشارت الوكالة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت إشعارات بالإخلاء دون حق بالطعن وأبلغت الأسر بأن عليها الرحيل في غضون 24 ساعة قبل أن يأتي الجنود دون سابق إنذار ويفككوا الخيم مؤكدة أن سكان المنطقة يؤكدون رفضهم لمغادرة تلك المنطقة التي سكنوا فيها منذ عشرات السنين.
وأضاف أن أسراً كثيرة لديها سندات ملكية موثقة للمراعي بما في ذلك سند ملكيته لكن المحكمة العليا الإسرائيلية استبعدت هذا واعتبرت البدو رعاة ولا يمكن اعتبارهم سكاناً دائمين.
بموازاة ذلك دانت لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في محافظة طوباس بالضفة الغربية إجراءات الهدم والتجريف التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق في الأغوار الشمالية في المحافظة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن أحمد أسعد رئيس اللجنة قوله: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمدت مؤخراً إلى التصعيد من إجراءاتها التعسفية بحق المواطنين في منطقة الأغوار بهدف إجبارهم على ترك أراضيهم وتهجيرهم منها من خلال سياسة هدم البيوت والبركسات وتجريف الأراضي وقتل المواشي إضافة لسياسة الإغلاقات التي تحرمهم من الوصول إلى أراضيهم.
واستنكر أسعد هذه الإجراءات التعسفية التي تتصاعد يوماً بعد يوم والتي تستهدف الأرض الفلسطينية وتهدف إلى ضمها إلى المستوطنات الإسرائيلية والمناطق العسكرية التابعة لها داعياً المواطنين والمزارعين من أصحاب هذه الأراضي إلى مقاومة هذه الإجراءات والتمسك بأراضيهم.
وكانت قوات الاحتلال هدمت خلال الفترة الأخيرة عشرات مساكن الفلسطينيين في منطقة الأغوار الشمالية وخربت حظائرهم ما أدى إلى تشريد قاطنيها من المزارعين والرعاة.
في سياق متصل قصفت قوات الاحتلال في قطاع غزة مساء أمس أراضي وممتلكات المواطنين الفلسطينيين شرق مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع .
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن مصادر محلية قولها: إن آليات ودبابات الاحتلال المتمركزة فيما يسمى بموقع أبو صفية العسكري الإسرائيلي شرق القطاع أطلقت ثلاث قذائف مدفعية صوب الأراضي الزراعية شرق المخيم أصابت إحداها غرفة مبنية من الطين ومسقوفة بسعف النخيل ما أدى إلى اشتعال النيران فيها واحتراق ما بداخلها من معدات زراعية وبذار وأسمدة .
من جهة أخرى يحتفل العالم اليوم بيوم اللاجئ العالمي الذي يمر على الفلسطينيين في كل بقاع العالم ليفتح جرحاً لم يندمل بعد ويعيد إلى الأذهان مأساة التشرد والمعاناة التي لا يزال يتجرع مرارتها ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وتظل الذكرى وقضية اللاجئين الفلسطينيين حاضرة في الأذهان وحية في قلوب الفلسطينيين الذين يجددون التشبث بحقهم بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها فعلى الرغم من مرور أكثر من ستين عاماً على مأساته لا يزال الشعب الفلسطيني مصراً على التمسك بحقه في العودة إلى أرضه ودياره التي شرد منها ويرفض بشكل قاطع كل أشكال التوطين والتهجير ويثبت بالدليل القاطع وبالممارسة اليومية بأن حق العودة حق فردي وجماعي غير قابل للتصرف ولا تجوز فيه الإنابة ولا يسقط بتقادم الزمن ولا يحق لأحد التنازل عنه.
ويعيش الفلسطينيون مأساة التشرد وعمليات التهجير منذ العام 1948 حيث أجبروا بقوة السلاح على مغادرة مدنهم وقراهم ومزارعهم ومنازلهم لتغتصب من قبل عصابات القتل والإجرام الصهيونية.