أية كلمات تشفع؟, وأية مواقف يمكن أن تخلصنا من وباء الصمت الذي لحق بنا, وتعفرت به جباهنا, ومسامعنا, وأعماقنا وقد تحولت الكلمات, والمشاعر, والأحاسيس.
إلى ركام في داخلنا , ونحن نقف أمام شاشة التلفاز نشاهد قوافل الشهداء تمر من أمامنا الواحدة تلو الأخرى ولاشيء سوى غبار التأفف, والحسرة على الذين غادروا الوطن أبرياء... صغاراً , وكباراً, نساءً, وصبايا يحلمن بفارس الأحلام وبمستقبل هنيّ جميل! لماذا غزة؟... ولماذا هذا التردي الذي لاحدود لحوافه, وعمقه في عالمنا العربي؟..لماذا تصادر لقمة الخبز من فم الصغار, وشربة الماء من الذين يعيشون سراب العطش ولعنة الحصار الأليم الذي لايأتي من الأعداء فحسب...بل يأتي من الشقيق, ورفيق الدرب والمصير...من الشقيق الذي رهن ذاته , ومقدراته لمشاريع الشيطان الإسرائيلية الأمريكية التي لاتريد أن تقوم للعرب قائمة... سوى العرب المدجنين , والذين يدورون في فلك أمريكا..."عرب الاعتدال" ومن لفّ لفيفهم... وهنا طوبى للموت والاستشهاد بدلاً من مسح جوخ السياسة الأمريكية الإسرائيلية على مذابح ودماء الشهداء في غزة, وفلسطين كلها بحياد أين منه حياد الصخر والصوان!! أجل غزة تحتفل بأعياد الميلاد, ونهاية العام , على وقع قصف الطائرات الإسرائيلية, والصواريخ الأمريكية الحديثة والمتطورة ولم تتخلص بعد من طوق الحصار الذي حرمها كل شيء, وحتى أبسط سبب من أسباب الحياة البشرية..لأنها قالت لا للمشاريع المشبوهة, ولأنها رفضت الذل والهوان, ولأنها تعرف أن الحرّة تموت ولا تأكل بثدييها فأعلنوا ليلة موتها دون تردد؟! غزة تشعل شمعة الشهادة والشهداء في وجه ريح المغول والوحشية والعنصرية مع بداية العام الجديد حيث يحتفل العالم بموسيقا الجاز وبإضاءة البارات والملاهي في بعض العواصم العربية, تلوذ بصبرها, وصمتها, وصمودها, وبقدرتها على لملمة جراحها, والانبعاث من جديد مثل طائرالعنقاء..تلوذ بكل هذا وتنتظر الخلاص من الشعوب العربية العظيمة...فهل يطول انتظارها ؟!